الغش في الامتحانات بين الوسائل التقليدية ومواكبة التطور
بيروت: كارولين عاكوم
وسائل الغش في المدرسة او الجامعة وخصوصا خلال الامتحانات الدورية او النهائية ليست بالامر الجديد او الغريب، فتاريخها ضارب في القدم وربما يعود سببها الى ان القفز فوق القانون يشكل متعة بالنسبة الى التلاميذ، بالاضافة طبعا الى الكسل الذي يسيطر على النفوس، اذ يلجأ اليها الكثير من الطلاب وخصوصا في سن المراهقة اي في المرحلتين الثانوية والجامعية· والمتأمّل في بعض هذه الوسائل يكتشف ان الجهد المبذول لتحضيرها قد يتعدّى في بعض الاحيان الجهد الذي يبذل لحفظ الدرس، ومنها الطرق التقليدية، كأن يلجأ التلميذ الى الكتابة على طاولته· اما الكتابة على اليدين فهي قد تنجح ويستفاد منها في مواد محدّدة، لعدم توفر المساحات الكبيرة، كالرياضيات والفيزياء، حيث يمكن الاكتفاء ببعض القواعد الصعبة والاساسية، بالاضافة الى المحاولات التي يقوم بها معظم التلاميذ والتي لا تنحصر لفئة دون اخرى، كأن يحاول احدهم القاء نظرة على مسابقة رفيقه او ان يسأله سؤالا علّه يحصل على اجابة وان مختصرة. اما اذا كان الامتحان على الطريقة الاميركية، اي تقتصر الاجابة على تحديد احتمال من عدة احتمالات، فتكون عملية تبادل المعلومات سهلة اكثر من غيرها وان لم يتمكن التلميذ من الحصول على الجواب مباشرة، فالوسيلة الوحيدة هي اتفاق بين التلاميذ كأن يضع مالك الاجابة يده على رأسه اشارة الى الجواب A وعلى انفه اشارة الى B وعلى فمه اشارة الى C.
والوسيلة الاهم والتي تضمن للطالب علامة مرتفعة شرط امتلاكه للجرأة بالاضافة الى توفير الجوّ الملائم له، اي عدم التشدّد في المراقبة، وهي عندما يعمد الطالب الى تصوير صفحات الدروس بحجم اصغر ثلاث او اربع مرات من حجم الصفحة الاساسية ويوزعها على جيوبه بعد ان يحفظ كيفية توزيعها ليستعين بعد ذلك بالورقة المناسبة للسؤال المطروح.
وقد يعمد بعض التلاميذ الى تحضير ورقة الاجابة كاملة في المنزل وكأنها ورقة امتحان، اي ان يكتب على اوراق عدة اجابات مختلفة، ليقدّم الاجابة المناسبة بدل ورقة الامتحان، ويستفاد من هذه الطريقة اذا لم تكن هناك اوراق خاصة توزّعها المدرسة عندها تكون سهلة التطبيق ولكنها لا تنجح الا في الامتحان الاسبوعي مثلا اي الذي لا يرتكز الا على درس واحد او درسين حدا اقصى· اما الاسلوب الجديد والغامض بعض الشيء، فيحتاج الى مسطرة والى الوجه الخلفي للآلة الحاسبة او اية اداة بلاستيكية سوداء، حيث لا تظهر الكتابة عليها بالقلم الرصاص وبالعين المجردة الا اذا وضعت بشكل مواجه للضوء· ورغم ان هذه الوسائل التقليدية لا تزال رائجة بين التلاميذ فان اساليب الغش واكبت ايضا التكنولوجيا والتطور وخصوصا بالاعتماد على وسائل التواصل الحديثة، كان يتم تسجيل صوتي للدروس بسرعة معتدلة على شريط كاسيت او CD يوضع في الة التسجيل الشخصية Walkman - Disckman التي تخبَّأ تحت القميص او تحت الزي المدرسي· واكثر من يستخدم هذه الوسيلة هن الفتيات اذ يسهل عليهن اخفاء الشرائط المستجلة بين خصلات الشعر في حين قد يصعب اللجوء اليها لدى الشباب· اما الهاتف الجوال، فقد وجد له الطلاب دورا ضمن هذه الاحتيالات المتعددة، وهو رغم منع استخدامه اثناء ساعات الدراسة والمحاضرات في المدارس والجامعات، استطاع البعض الاستعانة به وان بطريقة غير مشروعة كغيره من الوسائل المستخدمة، وذلك بتسجيل المعلومات على الطريقة الـ sms خاصة ان ذاكرة الهواتف اصبحت تتسع لمساحات واسعة واعداد كبيرة من هذه الرسائل.
وتبقى هذه الاحتيالات والوسائل غير الشرعية خطرة خاصة انه في لحظة واحدة قد تكون النتيجة معاكسة تماما لما اراده الطالب اذا ما ضبط متلبساً بالغش· حينها تتخذ ادارات المدارس والجامعات الاجراءات اللازمة بحقه، واقلها طرده فورا من القاعة وعدم السماح له بإكمال الامتحان او حتى منعه من اكمال كل الامتحانات المتبقية.